الحمل رحلة خاصة، عاطفية، ودائمة التغير. يمر جسم الأم بتغيرات عديدة خلال هذه الفترة استعدادًا لولادة الطفل. هذه التغيرات لا تقتصر على الجسد، بل تؤثر أيضًا على العقل والعاطفة. في هذه المقالة، ستفهم الأمهات الحوامل المزيد عن هذه التغيرات والتغذية اللازمة للأمهات بعد الولادة.
التغيرات الجسدية أثناء الحمل:

التغيرات التي تطرأ على الأم الحامل أثناء الحمل: 3 تغيرات شائ
سيخضع جسم الأم لتغيرات كبيرة. تتراوح هذه التغيرات بين أجهزة الأعضاء الداخلية والمظهر الخارجي. وتحديدًا:
- التغيرات في الغدد الثديية:
تصبح الحلمات أكثر حساسية من المعتاد أثناء الحمل. استعدادًا لإنتاج الحليب، يزداد حجم الثديين تدريجيًا. كما تكبر نتوءات مونتغمري، مما يُليّن الجلد والهالة. قد تبدأ الغدد الثديية بإفراز الحليب في الأشهر الأخيرة من الحمل.
- التغيرات الهيكلية:
مع نمو الجنين، تسترخي وتلين المفاصل العجزية العصعصية وعظم العانة. هذا يسمح للحوض بتغيير حجمه بسهولة، مما يسمح له بالتمدد مع نمو الجنين، مما يجعله جاهزًا للولادة المهبلية.
- تغيرات الجلد:
من التغيرات التي تحدث أثناء الحمل تغيرات في الجلد. قد يظهر الكلف على وجه الأم. وعادةً ما يظهر في مناطق مثل البطن والصدر والفخذين والأرداف. أما في مناطق مثل الرقبة والصدر والفخذ، فيصبح الجلد داكنًا وداكنًا.
- التغيرات في الجهاز الدوري:
يزداد حجم الدم لدى الحامل لتلبية احتياجاتها الغذائية والأكسجينية. في هذه الفترة، يبذل القلب جهدًا أكبر، مما يُصعّب على الحامل التحكم في نبضات قلبها السريعة.
مع نمو الجنين، يضغط الرحم على الوريد الأجوف السفلي، مما يسبب انخفاض ضغط الدم عند الاستلقاء، والإمساك، والبواسير، وغيرها. قد يؤدي احتقان الأوردة إلى تورم الساقين. كما أن زيادة عوامل التخثر قد تزيد من خطر الإصابة بالجلطات الوريدية أو الانسداد الرئوي.
- تغيرات الجهاز التنفسي:
مع تقدم الحمل، يكبر حجم الجنين ويدفع الحجاب الحاجز إلى الأعلى. هذا يُشعر الأم بضيق في التنفس، وسرعة في التنفس وسطحية. هذا العرض أكثر شيوعًا في حالات الحمل أو الحمل المتعدد.
- تغيرات في الجهاز الهضمي:
قد تعاني النساء الحوامل المصابات بغثيان الصباح في الأشهر الأولى من الحمل من صعوبة في تناول الطعام، أو الشعور بالغثيان أو التقيؤ بكثرة، أو حساسية تجاه بعض الروائح، أو تغيرات في حاسة التذوق. عادةً ما تختفي هذه الأعراض تدريجيًا في منتصف الحمل، ولكن هناك نساء يعانين أيضًا من غثيان الصباح طوال فترة الحمل.
غالبًا ما تعاني النساء الحوامل من آلام في البطن وإسهال في بداية الحمل. قد تصاب النساء الحوامل بالإمساك عند تناول المكملات الغذائية أو بسبب التغيرات الهرمونية، حيث يضغط الجنين على القولون. كما تعاني بعضهن من إمساك شديد يؤدي إلى البواسير.
- تغيرات في الجهاز البولي:
سيزداد حجم رحم الأم، مما يؤدي إلى سلس البول وزيادة التبول. يُعد التبول الليلي مشكلة شائعة لدى الأمهات الحوامل في الأشهر الأخيرة من الحمل.
عندما يضغط الرحم على الحالب، يمكن أن يُسبب خزان البول التهاب العضلات، والتهاب العضلات، والعدوى الرجعية.
- التغيرات في الأعضاء التناسلية:
ما هي التغيرات التي تطرأ على الرحم أثناء الحمل؟ يُعدّ جسم الرحم الجزء الأكثر تغيّرًا في الجهاز التناسلي الأنثوي. قد يزيد وزن الرحم عشرين مرةً مقارنةً بوزنه قبل الحمل. مع نمو الجنين، يتخذ الرحم شكلًا يتوافق مع وضعية استلقاء الجنين، مثل المستوى الأفقي، أو شكل البيضة، أو شكل القلب، إلخ. يُغلّف عنق الرحم الطبيعي بمخاط سميك ومعتم لمنع العدوى. عند دخول المرأة الحامل في المخاض، ينفتح عنق الرحم تدريجيًا استعدادًا للولادة المهبلية.
- التغيرات الهرمونية:
تعاني النساء الحوامل أيضًا من تغيرات هرمونية عديدة. ارتفاع مستويات هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) قد يسبب الغثيان أو القيء. كما ترتفع مستويات البرولاكتين استعدادًا لإنتاج الحليب من الغدد الثديية. ولكي يتمكن الجنين من استقلاب الماء والملح، يتواجد البرولاكتين في الماء الداكن.
يُرخي البروجسترون عضلات الرحم ويتحكم في انقباضاته. من أعراض الارتجاع المعدي المريئي أن البروجسترون يُبطئ حركة الأمعاء، ويُبطئ الهضم، ويُقلل من قوة العضلة العاصرة.
- تغيرات الجسم بالكامل:
يُعد تورم القدمين وزيادة وزن الجسم وتضخم الأعضاء من أبرز التغيرات التي تطرأ على الجسم أثناء الحمل. كما يحدث احتباس السوائل، وهو زيادة في حجم الدم تُضعفه، لدى النساء الحوامل.
- حَبُّ الشّبَاب:
غالبًا ما تُصاب النساء الحوامل بحب الشباب أثناء الحمل، وخاصةً بسبب الاضطرابات الهرمونية. نتيجةً لذلك، تُؤدي زيادة مستويات الهرمونات إلى إفراز الزهم، وهو الزيت الطبيعي للبشرة، مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب وتوسع المسام.
يمكن أن يظهر حب الشباب لدى أي امرأة حامل، حتى لو كانت تعاني من حب الشباب بشكل طفيف أو بدونه، أو النساء اللواتي يعانين من حب الشباب بشكل متكرر خلال فترة الحيض، فهن أكثر عرضة للإصابة به أثناء الحمل. مع ذلك، لا داعي للقلق، لأن حب الشباب يظهر عادةً في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
خلال هذه الفترة، تعود الهرمونات إلى توازنها ويختفي حب الشباب بشكل طبيعي. يمكن للنساء الحوامل استخدام الأدوية الموصوفة طبيًا، ولكن يجب عليهن استشارة الطبيب قبل استخدامها. كما يجب عليهن استخدام طرق طبيعية للعناية بالبشرة آمنة ومناسبة لبشرتهن.
- زيادة الوزن:
أثناء الحمل، يزداد وزنكِ حتمًا، مما يُسبب لكِ "أزمة" صحية لدى العديد من الأمهات الحوامل، بسبب قفزة الوزن بسرعة كبيرة أو زيادة وزن الجسم. لذلك، على الأمهات اتباع تعليمات الطبيب لزيادة الوزن تدريجيًا، وتجنب تمدد الجلد الناتج عن التمدد السريع أو عدم قدرة الأم على التكيف مع تغيرات الجسم.
لذلك، بناءً على الثلث، يتم إجراء التغييرات لتحديد الوزن المثالي:
- الثلث الأول (أول 3 أشهر) : من 0.4 كجم/شهر، أي ما يعادل 1.2 كجم/3 أشهر.
- الفصل الثاني (منتصف 3 أشهر) : من 0.45 كجم/أسبوع، أي ما يعادل 5 كجم/3 أشهر.
- الربع الثالث (الأشهر الثلاثة الأخيرة): من 0.5 كجم/أسبوع، أي ما يعادل 6 كجم/3 أشهر.
لذلك، تحتاج المرأة الحامل إلى زيادة ١٢ كجم خلال تسعة أشهر/أربعين أسبوعًا من الحمل. كما أن مقدار زيادة الوزن لكل امرأة حامل يختلف باختلاف جسمها وحالتها.
التغيرات العاطفية والعقلية:

غالبًا ما تُسيطر عواطف النساء الحوامل على مشاعرهن بفعل مؤثرات داخلية. غالبًا ما تعاني النساء الحوامل من تقلبات مزاجية وعدم ارتياح بسبب تغيرات مستويات الهرمونات، مما يصعب على المحيطين بهن فهم ذلك. من بين التغيرات النفسية والعاطفية التي تطرأ على المرأة الحامل:
- إذا كانت المرأة الحامل تعاني من الاكتئاب، أو الهوس، أو اضطراب الوسواس القهري، أو الاضطراب ثنائي القطب قبل الحمل، فإن الأعراض ستصبح في كثير من الأحيان أكثر حدة.
- جميع النساء الحوامل يشعرن بالقلق. قد يتعلق الأمر بنمو الجنين، أو الولادة، أو الوضع المالي للأسرة، أو تربية الأطفال في المستقبل، وغيرها الكثير.
- بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تشعر النساء الحوامل بالصراع الداخلي. قد تشعر الحامل بسعادة غامرة في بعض الأحيان، ولكن هناك أيضًا أوقات تشعر فيها بالراحة. هناك أمور تُربك الحامل، ولكن هناك أيضًا أمور تُشعرها بالذنب.
- تتعرض كل امرأة حامل للنقد والحكم، فتصبح حساسة وضعيفة، سريعة البكاء، وعاطفية.
- تؤمن الأمهات الحوامل بالمعتقدات الشعبية. ينبغي عليهن بذل قصارى جهدهن للشعور براحة أكبر إذا شعرن بثقة أكبر في الامتناع عن الطعام لتجنب المساوئ.
كيف يتغير نمط حياتك أثناء الحمل؟

- كثرة التبول:
عندما تصبح الأم حاملاً في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فإنها تتبول أكثر بسبب التغيرات الهرمونية وحجم الرحم المتزايد يضع الضغط على المثانة ويقلل من سعة البول.
لهذا السبب، يُعدّ كثرة التبول علامة طبيعية لدى المرأة الحامل. ومع ذلك، إذا كانت الحامل تعاني من كثرة التبول مع حرقة، فقد يكون ذلك علامة على التهاب المسالك البولية، لذا يجب استشارة الطبيب فورًا لتلقي العلاج.
- غثيان الصباح، الانتفاخ، الغثيان:
من أكثر أعراض الحمل شيوعًا الغثيان وغثيان الصباح. نتيجةً لذلك، يُفرز الجسم مستويات عالية من هرمون البروجسترون، مما يُؤدي إلى استرخاء عضلات الجهاز الهضمي، وهو ما يُفسر عادةً على أنه دخول في حالة من "الراحة". يؤدي هذا إلى دفع الطعام من المعدة إلى المريء، مما يُسبب الشعور بالغثيان.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هرمون البروجسترون يبطئ عملية الهضم، مما يجعل المرأة الحامل تشعر بالانتفاخ والغازات بسبب الطعام غير المهضوم.
في المراحل المبكرة من الحمل، غالبًا ما تعاني المرأة الحامل من الغثيان وغثيان الصباح، لكن بعض الأمهات يستمر لديهن الغثيان حتى الأسبوع السادس عشر أو الثامن عشر. وقد تعاني الأم من غثيان صباحي شديد، ونقص في الفيتامينات والمعادن. لذا، من الضروري مراجعة الطبيب ومراجعة نظامها الغذائي.
- تغيرات التذوق:
عندما تضطر الأمهات الحوامل لتغيير شهيتهن أثناء الحمل، فهذا لا يُربكهن فحسب، بل يُسبب أيضًا صداعًا للأزواج عندما لا يعرفون كيف يُرضون زوجاتهم. قد تُسبب التغيرات الهرمونية (hCG) أثناء الحمل تغيرات لدى الأمهات الحوامل، مما قد يُسبب لهن الرغبة الشديدة في تناول الطعام وفقدان الشهية في وقت قصير.
إن قدرة الأم على إفراز حمض المعدة وقدرتها على الهضم تُقلل من هرمون الجونادوتروبين المُفرز أثناء الحمل. ونتيجةً لذلك، تشتهي الحامل الأطعمة الحامضة بسهولة، لكنها تُعاني من فقدان الشهية. بالإضافة إلى ذلك، تُصبح الحامل حساسةً لرائحة الأطعمة ذات الروائح النفاذة، مثل صلصة السمك والقهوة، وغيرها.
- إمساك:
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإمساك أثناء الحمل، ومنها:
- تؤدي زيادة مستويات هرمون البروجسترون إلى دخول الأمعاء في حالة "راحة"، مما يؤدي إلى إبطاء نشاطها وإبطاء عملية الهضم.
- بسبب نمو الرحم الذي يضغط على الأعصاب.
- يصبح حجم الجنين كبيراً ويتقلص حجم الجهاز الهضمي.
- النساء الحوامل اللاتي يمارسن القليل من التمارين الرياضية أو يعانين من نقص المياه.
- إن تناول كميات كبيرة من الحديد والكالسيوم والمواد الأخرى مفيد للجنين.
- إذا تركت الإمساك دون علاج، فإنه يمكن أن يسبب البواسير عند النساء الحوامل، أو يهدد حياة الأم والطفل عن طريق التسبب في الإجهاض، والولادة المبكرة، وسوء تغذية الجنين، وما إلى ذلك.
ما هو نظام التغذية بعد الولادة للأمهات الحوامل؟

تحتاج الأمهات المرضعات إلى المزيد من الطاقة والعناصر الغذائية مقارنة بما كن عليه عندما كن حوامل، وذلك لأنهن يفقدن المزيد من الطاقة والعناصر الغذائية بسبب فقدان الدم أثناء المخاض، وإنتاج اللبأ، وإنتاج الحليب مباشرة بعد الولادة.
متطلبات الطاقة:
احتياجات الطاقة للأمهات المرضعات أعلى بحوالي 500 سعرة حرارية يوميًا من احتياجات النساء غير الحوامل. إضافةً إلى ذلك، تعتمد احتياجات الطاقة للأمهات الحوامل أثناء الرضاعة الطبيعية على نشاطهن البدني وزيادة وزنهن خلال الحمل. وتحديدًا:
- تحتاج النساء قبل الحمل وأثناءه إلى تغذية جيدة نظرًا لاكتسابهن ما بين 10 و12 كجم. من الضروري توفير احتياجات طاقة يومية قدرها 2260 سعرة حرارية للعاملات في الأعمال الخفيفة، و2550 سعرة حرارية يوميًا للعاملات في الأعمال المتوسطة.
- تحتاج النساء اللواتي لا يتبعن نظاماً غذائياً جيداً قبل الحمل وأثناءه ويكتسبن أقل من 10 كيلوغرامات إلى تناول كميات أكبر من الأطعمة المتنوعة لضمان تلبية احتياجات الطفل من الطاقة.
المتطلبات الغذائية:
- البروتين: تحتاج المرأة المرضعة إلى 79 غرامًا يوميًا خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة. كما تحتاج إلى توفير 73 غرامًا من إجمالي البروتين يوميًا خلال الأشهر الستة التالية. يجب أن يحتوي البروتين على أكثر من 30% من البروتين الحيواني. يجب إعطاء الأولوية لأطعمة مثل الأسماك واللحوم والبيض والحليب والبقوليات وغيرها من الأطعمة للأمهات بعد الولادة.
- الدهون: تحتاج الأمهات المرضعات إلى ٢٠-٣٠٪ من طاقتهن الغذائية من الدهون. توجد الدهون مثل EPD وDHA وn3 وn6 في زيت السمك وبعض الأسماك الدهنية وبعض الزيوت النباتية، وهي مهمة لنمو دماغ الطفل وبصره.
- الفيتامينات والمعادن: ينبغي للأمهات المرضعات الحصول على الكمية اللازمة من المعادن والفيتامينات. كما ينبغي للأمهات الحوامل تناول ما لا يقل عن 400 غرام من الفاكهة والخضراوات يوميًا، مع تناول كمية كافية من الألياف لتجنب الإمساك.
- الماء: يجب على الأمهات المرضعات شرب حوالي 2 إلى 2.5 لتر من الماء يوميًا لإنتاج ما يكفي من الحليب لأطفالهن.
يجب على الأمهات بعد الولادة أيضًا ملاحظة ما يلي:
- احصل على قسط كاف من النوم والراحة بشكل صحيح.
- مارس التمارين الرياضية بلطف عندما يكون ذلك ممكنا.
- تجنب التوتر وحافظ على استرخاء عقلك.
الاستنتاج:
الحمل مرحلة لا تُنسى في حياة كل امرأة. معرفة التغيرات التي تطرأ على جسمها ونفسيتها تساعد الأم الحامل على الاستعداد لهذه الرحلة بشكل أفضل. كما أن التغذية بعد الولادة مهمة للتعافي الصحي والرضاعة الطبيعية. تذكري أن كل رحلة حمل مميزة، وأن رعاية الأم وطفلها وحبهما يجعل هذه المرحلة أكثر تميزًا.
Website: https://wilimedia.co
Fanpage: https://www.facebook.com/wilimedia.en
Mail: support@wilimedia.co